محطات من حياة الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي
يُعرف الشاعر أحمد شوقي بأمير الشعراء، وهو شاعرٌ مصري ذو موهبة شعرية مميزة ومكانة مرموقة بين الشعراء، ويشهد له بذلك الكثير من الشعراء والأدباء والنقّاد، فكان الشعر يجري على لسانه بكلّ يسر وسهولة، ويُعتبر من أقدر شعراء العرب على مرّ العصور، وُلد عام 1868م في مدينة القاهرة، وتوفي في 14 من تشرين الأول عام 1932، ودفن في مدافن حسين شاهين باشا داخل مقبرة السيدة نفيسة، ودرس وهو ابن الرابعة عشر عامًا في مدرسة الشيخ صالح، وبعد ذلك انتقل للدراسة في المدرسة التجهيزية، ثمَّ التحق بمدرسة الحقوق، وبعدها انخرط في دراسة الترجمة في هذه المدرسة، وبعد مرور سنتين نال شهادة فن الترجمة، ثمَّ ذهب لإتمام دراسة الحقوق في فرنسا؛ حيث أرسله الخديوي للدراسة على نفقته الخاصة، وخلال فترة دراسته زار الجزائر وإنجلترا، وفي عام 1891 رجع إلى مصر.
عمل أحمد شوقي في العديد من المجالات؛ ففي عام 1896م انتدب لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين في مدينة جينيف، وعندما رجع من فرنسا عمل رئيسًا للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي، واستمر في هذا العمل حتّى استقال عندما خلعت الحكومة الإنجليزية الخديوي، وبعد ذلك طٌلب منه الرحيل عن مصر، فرحل إلى الأندلس ومكث بها حتّى انتهت الحرب، ثمّ عاد إلى بلاده.
عُرف الشاعر أحمد شوقي بصفات متعددة؛ فلقد اتصف بعزة نفسه، وهمته العالية، وأحاديثه المدهشة، وكرمه، واحترامه، وحبه لعظماء الأمة وكبارها، وغزارة فضله، وسمو أدبه، هذا فضلًا عن أشعاره المميزة التي امتاز بها؛ حيث ظهرت موهبته الشعرية منذ أن كان طالبًا في مدرسة الحقوق، حيث تجاوزت عدد أبياته الشعرية الثلاثة والعشرين ألف بيت وخمسمائة، ولعب دورًا كبيرًا في إحياء الشعر العربي وإعادته إلى مستواه الرفيع الذي امتاز به وهو في العصور القديمة، ويجدر بالذكر أنَّ اقتباساته من عظماء الشعراء القدماء هو الذي ساعده في تحسين موهبته، كابن زيدون والبحتري والمتنبي وغيرهم، ويُعتبر ديوان الشوقيات أحد أبرز مؤلفاته الشعرية، وله العديد من المؤلفات الشعرية، كما ألّف العديد من الكتب، ومنها:أسواق الذهب، وأميرة الأندلس، والبخيلة، وعلي بك الكبير، والست هدى، وقمبيز، ومجنون ليلي، وغيرها.